خفافيش العتمة

خفافيش العتمة
بقلم: سهام البيايضة

اعتدنا!**
أن نستيقظ في منتصف الليل، بعد أن يسكن الناس وتغيب الحركة خلف الأبواب المغلقة، على صوت سيارات مسرعة تجوب الشوارع حول البيوت، تتسابق في عتمة الليل تحت مصابيح الشارع.
أصوات المحركات، تتسارع ويتزايد تدفق الهواء والوقود اليها، صوت هواء عادم السيارة المنطلق من الخلف يعلوا تدريجيا متصاعدا.. متصاعدا مع ازدياد المسافة المقطوعة، يتبعها صوت الكابح يمتد..ويمتد، حتى تتوقف قلوبنا فزعة في انتظار، اصطدام كارثي وشيك !!.
خفافيش العتمة المختبئة في ضوء النهار تعيث فساداً فوق القانون، وفي غفلة أولي الأمر، تحت غطاء الليل !!

###############

لصوص وحرميه** نطالع كل صباح ، أن لصوص وحرميه بياقات بيضاء، يمتهنون السرقة والاختلاس ، ويقودون مسيرة فساد إداري ومالي استشرى وتوزع على كافة مرافق الدولة، يغزون، بين حين وحين على "مرابع" المال العام،من أموال وأراضي وسبائك ذهب ، تحاكي قصص ألف ليلة وليلة ،والشعب يواصل ليل شهرزاد مجتهدا ليلةً بعد ليلة، يحاول إبعاد حد سيف خيبة شهريار !!
جديد هذه الأيام، قصص سرقة المركبات، من اجل تنفيذ سرقات وعمليات إجرامية مثل نقل جثه أو نقل بضائع مهربه، حشيشه، مخدرات..ممارسة الدعارة..دفن لقيط !!..وأشياء أخرى!!.
آخرها، وصل الى جارنا صاحب الحافلة الصغيرة "المايكرو باص" الرمادية اللون ، خرج باكرا للعمل ولم يجدها ،وقد تركها أمام بيته بجانب الرصيف ،من قبيل العادة، واستبعاد فكرة ( إمكانية) السرقة في أجواء من الأمن الذي اعتدنا عليه .
في الحقيقة لم نصدق! لا بل أصبنا بالذهول ،و بصدمة الأمر الواقع، عقلنا الباطن لا يزال مستكيناً مستسلماً لفكرة الأمن والأمان ، رافضاً، تقبل حقيقة أن اللصوص والحرميه أصبحوا حولنا .وقريبا من ممتلكاتنا!
عادت العفاريت الخفية ليلا وسرقت سيارة جارنا المهندس في آخر الشارع، وبعد أسبوع، وجدت الشرطة الحافلة مهشمه في منطقة مقطوعة، ووجدت المركبة وقد سلبت من الداخل حتى من فرشها، على قارعة الطريق بالقرب من طريق المطار!!
يظهر أن جميع سكان الحي ، اخذوا احتياطاتهم الأمنية للمحافظة على ممتلكاتهم في ظل أجواء أمنيه تزداد سوءاً كل يوم!
لم نعد نفزع من صوت طلقات رصاص نسمع دويها مخترقاً سكون الليل ..لسان حالنا بغير وجل :لا بد انه حرامي ..لا بد انه لص!!