في ليلة حزينة تمطر دموعا من الالم , برودة الوحدة تصرخ متسجدة برياح اليل الثائرة , أمشى متمايلا مع هبات الريح , تارة يمينا وتارة يسارا , وتارة على قرابة السقوط من صدمة لن تنسى , فكيف للسعادة ان تتحول لتعاسة , والامال الى اوهام , والاحلام الى مستحيلات , و حب الحياة الى استسلام ...في لحظة !
كيف بعدما كنت اطير في سماء الأحلام , احس بكل ثانية تمضي من عمري بفرحة وهناء , وكيف لكل تلك الوعود والأحلام ان تتطاير مع الرياح بعيدا الى حيث لا يصل لها انسان ؟..كيف انني ولو للحظة اعتقدت بان الحياة سترسم البسمة على شفتاي بعد كل هذه السنين , وكيف اعتقدت ولو للحظة ولو لبرهة ولو لثانية بان الحلم المتخيل والسعادة ستستمر الى موعد الممات !
هل كنت غبيا ؟ هل كنت بليدا ؟ هل كنت احلم وعندما افقت اكتشفت بانه وهم ؟ لا...لقد كنت اعيش في الواقع والحياة..كنت قد رسمت هدفا وحلما واتجهت بكل ما اتيت من جهد وقوة لتحقيقه...ضحيت بالغالي و الرخيص..ضحيت بنفسي بوقتي كل ما ملكت من اجل ان اكون مع ذلك الانسان , الذي سلبني العقل والقلب..الذي جعل لحياتي عنوانا من الفرحة والسعادة والهناء و العطاء الامحدود والعطف والحنان والحب..نعم الحب..الشيء الذي يجعل لحياتك لونا ومعنى و مذاقا ...الذي يجعلك هائما فرحا سعيدا لا يهمك في الحياة سوى ان تكون بجانب ذلك الانسان..ذلك الانسان الذي مدك واعطاك ومنحك ما سعي العديد من الناس وماتو من اجله ولم يحسوه لحظة في حياتهم...السعادة.
ثقة مطلقة , نقاشات مستمرة , تعبيرات عن ما يجول بالقلب والخاطر , حديث شيق يجمع عينين احبتا بعضها البعض بحب خالص دون مصالح ! قصة فاقت كل التصورات , قصة جمعت بين شخصين توحدا بجسد واحد وبورحين تتعانقان غير قادرتان على الفراق ! قصة ابطالها انا وانت...
فلا الدموع التي تهاطلت على خداي تعبر عن مدى حزني , ولا قلبي الذي اصبح بلا هدف يعبر عن مدى تعاستي , ولا وجهي المصفر وشفتاي الجافتان , ولا تفاصيل وجهي التي تعكس صدمة وذهولا من جراء رسالة وخبر..تختنق روحي بمجرد ان افكر بانني ساكون بعيدا عنك ...تتلاشى كل اهدافي و احلامي ورغبتي بالعيش بدونك...عقلي وفكري سجين بك..واحلامي ان كانت بدونك فلا اريد ان احققها ولن اسعى لتحقيقها...
مجرد كلمات...لربما تكون حقيقتا ولربما مجرد خيال..لكن ما استطيع ان أأكد لكم...بان الفراق سيكتب لنا يوما من الايام..فان لم تكن بسبب مشكلة في الحياة...فسياتي وقت الرحيل وموعد الممات..ولا تبقى سوى الذكريات..وتبقى الاحلام وتبقى الأيام التي مضيتها بصحبة ذلك الانسان..شريك العمر..راسخة في الأذهان..تسترجعها بين الحين والاخر..فمرات ترسم البسمة على وجهك..ومرات تنزل دمعتا على خدك...لكن في كل مرة تجسد شوقا لامحدودا في قلبك..
تحياتى
الفتى الحزين
احمد