فلسطين
وهذا اسم القصيدة التي لم تزدها السنون إلاروعة وجمالا
وربما اختلفت التسميات ؟؟؟
ونسي البعض ذلك الاسم الجميل الحبيب إلى القلوب
ولكن من ينسى دم شهيد سقط معانقا ثراها وهو يدعوا الله باسمها ؟؟؟
الشاعر المصري الكبير / علي محمود طه
أخي، جاوز الظالمون المـدى ..................... فحقَّ الجهادُ، وحقَّ الفـِدا
أنتركهُمْ يغصبونَ العُروبــةَ .....................مجد الأبوَّةِ والســـؤددا؟
وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السيـوفِ .....................يُجيبونَ صوتًا لنا أو صدى
فجرِّدْ حسامَكَ من غمــــدِهِ .....................فليس لهُ، بعدُ، أن يُغمـدا
أخي، أيهـــا العربيُّ الأبيُّ .....................أرى اليوم موعدنا لا الغـدا
أخي، أقبل الشرقُ في أمــةٍ .....................تردُّ الضلال وتُحيي الهُـدى
أخي، إنّ في القدسِ أختًا لنـا .....................أعدَّ لها الذابحون المُــدى
صبرنا على غدْرِهم قادرينــــــا.....................و كنا لَهُمْ قدرًا مُرصــدًا
طلعْنا عليهم طلوع المنــونِ ....................فطاروا هباءً، وصاروا سُدى
أخي، قُمْ إلى قبلة المشرقيْـــــن ِ..................... لنحمي الكنيسة والمسجـدا
أخي، قُمْ إليها نشقُّ الغمـــــار َ .....................دمًا قانيًا و لظى مرعــدا
أخي، ظمئتْ للقتال السيوفُ.....................فأوردْ شَباها الدم المُصعـدا
أخي، إن جرى في ثراها دمي.....................وشبَّ الضرام بها موقــدا
ففتِّشْ على مهجــــــــــــــةٍ حُرَّة.....................أبَتْ أن يَمُرَّ عليها العِــدا
وَخُذْ راية الحق من قبضــةٍ.....................جلاها الوَغَى، و نماها النَّدى
وقبِّل شهيدًا على أرضهــــــــا.....................دعا باسمها الله و استشهـدا
فلسطينُ يفدي حِمـاكِ الشبابُ.....................وجلّ الفدائي و المُفتــــــدى
فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ.....................فإمًا الحياة و إمـــــا الرَّدى
من هو
علي محمود طه:شاعر مصري من أعلام الرومانسية العربية بجانب جبران خليل جبران، البياتي، السياب وأمل دنقل وأحمد زكي أبو شادي.
السنوات الأولي في حياته المهنيةولد الشاعر "علي محمود طه" بمدينة المنصورة بمصر في 3 أغسطس سنة 1902 لأسرة من الطبقة الوسطى ، وتخرج في مدرسة الفنون التطبيقية سنة 1924 حاملاً شهادة تؤهله لمزاولة مهنة هندسة المباني واشتغل مهندساً في الحكومة لسنوات طويلة ، إلى أن يسر له اتصاله ببعض الساسة للعمل في مجلس النواب .
أثر جمال الطبيعةعلي أشعارهأتيح له بعد صدور ديوانه الأول " الملاح التائه " عام 1934 فرصة قضاء الصيف في السياحة في أوروبا يستمتع بمباهج الرحلة في البحر ويصقل ذوقه الفني بما تقع عليه عيناه من مناظر جميلة . وقد احتل علي محمود طه مكانة مرموقة بين شعراء الأربعينيات في مصر منذ صدر ديوانه الأول " الملاح التائه "، وفي هذا الديوان نلمح أثر الشعراء الرومانسيين الفرنسيين واضحاً لا سيما شاعرهم لامارتين . وإلى جانب تلك القصائد التي تعبر عن فلسفة رومانسية غالبة كانت قصائده التي استوحاها من مشاهد صباه حول المنصورة وبحيرة المنزلة من أمتع قصائد الديوان وأبرزها .
أشعاره كانت مثار إعجاب الشعراء
وعلي محمود طه من أعلام مدرسة أبولو التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي كما ذكر . يقول عنه أحمد حسن الزيات: «كان شابًّا منضور الطلعة، مسجور العاطفة، مسحور المخيلة، لا يبصر غير الجمال، ولا ينشد غير الحب، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماوي ينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك».
كان التغني بالجمال أوضح في شعره من تصوير العواطف، وكان الذوق فيه أغلب من الثقافة . وكان انسجام الأنغام الموسيقية أظهر من اهتمامه بالتعبير . قال صلاح عبد الصبور في كتابه " على مشارف الخمسين ": قلت لأنور المعداوي : أريد أن أجلس إلى علي محمود طه. فقال لي أنور : إنه لا يأتي إلى هذا المقهى ولكنه يجلس في محل " جروبي " بميدان سليمان باشا. وذهبت إلى جروبي عدة مرات، واختلست النظر حتى رأيته .. هيئته ليست هيئة شاعر ولكنها هيئة عين من الأعيان . وخفت رهبة المكان فخرجت دون أن ألقاه، ولم يسعف الزمان فقد مات علي محمود طه في 17 نوفمبرسنة 1949 إثر مرض قصير لم يمهله كثيراً وهو في قمة عطائه وقمة شبابه ، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة . ورغم افتتانه الشديد بالمرأَة وسعيه وراءها إلا أنه لم يتزوج .
ويرى د. سمير سرحان ود. محمد عناني أن «المفتاح لشعر هذا الشاعر [علي طه] هو فكرة الفردية الرومانسية والحرية التي لا تتأتى بطبيعة الحال إلا بتوافر الموارد المادية التي تحرر الفرد من الحاجة ولا تشعره بضغوطها.. بحيث لم يستطع أن يرى سوى الجمال وأن يخصص قراءاته في الآداب الأوروبية للمشكلات الشعرية التي شغلت الرومانسية عن الإنسان والوجود والفن، وما يرتبط بذلك كله من إعمال للخيال الذي هو سلاح الرومانسية الماضي.. كان علي محمود طه أول من ثاروا على وحدة القافية ووحدة البحر، مؤكداً على الوحدة النفسية للقصيدة، فقد كان يسعى - كما يقول الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه ثورة الأدب - أن تكون القصيدة بمثابة "فكرة أو صورة أو عاطفة يفيض بها القلب في صيغة متسقة من اللفظ تخاطب النفس وتصل إلى أعماقها من غير حاجة إلى كلفة ومشقة.. كان على محمود طه في شعره ينشد للإنسان ويسعى للسلم والحرية؛ رافعاً من قيمة الجمال كقيمة إنسانية عليا..».
تأثر طه بشعراء الرمزية أمثال بودلير، ألفريد دي فيني، شيللي، وجون مانسفيلد.
الكتب التي صدرت عنه•
كتاب أنور المعداوي " علي محمود طه: الشاعر والإنسان " .
• كتاب للسيد تقي الدين " علي محمود طه، حياته وشعره " .
• كتاب محمد رضوان " الملاح التائه علي محمود طه " .
أشهر أعماله•
الملاح التائه ، عام 1934 .
• ميلاد الشاعر .
• الوحي الخالد .
• ليالي الملاح التائه (1940) .
• أرواح وأشباح (1942) .
• شرق وغرب (1942) .
• زهر وخمر (1943) .
• أغنية الرياح الأربع (1943) .
• الشوق العائد (1945) . وغيرها .
• طبع ديوانه كاملاًََ في بيروت .
رثائيات•
سيد درويش
• الملك فيصل الأول
• حافظ إبراهيم
• أحمد شوقي
• عدلي يكن
• أمين المعلوف - بقصيدة "قبر شاعر"
وفاته :توفي الشاعر علي محمود طه عام 1949
المراجعالمرجع:عبداللطيف الوراري "القدس العربي"نونب 2005
__________________